رئيس جامعة الأزهر يوضح الحكمة من تغيّر أطوار القمر كما ورد في القرآن
كتب- حسن مرسي:
أوضح الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، تفسير قول الله تعالى في سورة البقرة: “يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ”، مشيرًا إلى أن هذه الآية نزلت ردًا على سؤال الصحابة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم حول سبب تغير شكل القمر وبدايته هلالًا ثم اكتماله بدرًا ثم عودته للتناقص.
وخلال برنامج “بلاغة القرآن والسنة” على قناة الناس، أشار رئيس جامعة الأزهر إلى أن الصحابة طرحوا سؤالًا علميًا عن طبيعة هذا التغير، وكان من الممكن أن يكون الرد تفسيرًا فلكيًا يتعلق بحركة الأرض والشمس والقمر، إلا أن الله عز وجل اختار أن يلفت أنظاره إلى الغاية العملية والحكمة الإلهية من هذا النظام الكوني، فجاء الجواب موجزًا وبليغًا: “قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ”.
وأكد الدكتور داود أن هذا الأسلوب القرآني يعلمنا أهمية الربط بين العلم والتطبيق،Figظاهرة الأهلة لم تُخلق بشكل عشوائي، بل هي وسيلة لضبط أوقات العبادات والشعائر كالصوم والحج وغيرها، بالإضافة إلى استخدامها في تنظيم شؤون الحياة اليومية كفترة العدة، والمعاملات التجارية، والعقود المختلفة.
واستعرض رئيس جامعة الأزهر آراء بعض العلماء الأجلاء في تفسير هذه الآية، حيث ذكر قول الإمام الشاطبي في كتابه “الموافقات” بأن عدول القرآن عن الجواب العلمي المباشر إلى الحكمة العملية يهدف إلى تعليم الناس أن العلم الذي لا يثمر عملًا نافعًا لا قيمة له، لكن العلامة عبد الله دراز علّق بأدب في هامش الكتاب، مشيرًا إلى أن للتفسير العلمي أيضًا أهميته، لأن الله تعالى دعا إلى التفكر في الكون وآياته، وقد كان للإعجاز العلمي في القرآن دور في إسلام الكثيرين في العصر الحديث.