التعامل مع أمراض الربيع والحساسية: كيف نحمي أنفسنا من التحديات الموسمية؟
كتب – عادل احمد
مع بداية فصل الربيع، تتفتح الأزهار وتتلون الطبيعة بأبهى الحلل، معلنة عن موسم تنتظره القلوب بشغف لما يحمله من جمال ودفء معتدل. لكن هذا الفصل المبهج لا يخلو من منغصاته الصحية، وعلى رأسها الحساسية الموسمية التي تصيب نسبة كبيرة من السكان، مسببةً أعراضًا قد تكون مزعجة إلى حد التأثير على نمط الحياة اليومي.
ما الذي يسبب هذه الحساسية الموسمية؟
بحسب ما أوضحته د. ميار أيمن صلاح الدين محمود، من قسم الهرمونات بمعهد البحوث الطبية والدراسات الإكلينيكية، فإن الأشجار والنباتات تنتج خلال فصل الربيع كميات هائلة من حبوب اللقاح التي تُحمل عبر الرياح إلى مسافات بعيدة. وعندما تدخل هذه الحبوب إلى أجسام الأفراد الذين يعانون من الحساسية، يتفاعل جهاز المناعة بشكل مفرط، باعتبارها أجسامًا غريبة تستدعي المواجهة.
هذا التفاعل يؤدي إلى إفراز مواد كيميائية مثل الهيستامين، والتي تتسبب في ظهور أعراض متعددة مثل العطس، سيلان الأنف، الحكة في العينين، وحتى صعوبة التنفس في بعض الحالات.
هل يمكن الوقاية أو التخفيف من الأعراض؟
رغم أن الحساسية الموسمية تعد استجابة طبيعية مناعية، فإن تأثيراتها قد تكون مزعجة للغاية، وقد تتفاقم إذا لم يتم التعامل معها بشكل صحيح. وتضيف د. ميار أن هناك عدة خطوات بسيطة وفعّالة يمكن اتباعها لتقليل حدة الأعراض، ومن أبرزها:
- تجنّب الخروج في أوقات الذروة، خاصة في الصباح الباكر أو عند غروب الشمس، حيث يكون تركيز حبوب اللقاح في الهواء في أعلى مستوياته.
- عند الخروج، يُفضل ارتداء نظارات شمسية وكمامة واقية لتقليل دخول الحبوب إلى العينين والأنف.
- إغلاق النوافذ في السيارة والمنزل خلال فترة الربيع للحد من دخول المهيجات الخارجية.
- غسل الوجه والشعر مباشرة بعد العودة من الخارج، إذ يمكن أن تعلق حبوب اللقاح بالبشرة أو الشعر.
- استخدام مرطبات الجو داخل المنزل، فالرطوبة تقلل من تهيج الأغشية المخاطية وتخفف من أعراض الحساسية.
متى ينبغي استشارة الطبيب؟
تؤكد د. ميار أنه في حال استمرت الأعراض أو تفاقمت، فمن الضروري التوجه للطبيب المختص، الذي قد يوصي باستخدام مضادات الهيستامين أو بخاخات الأنف أو حتى العلاج المناعي في بعض الحالات المزمنة.
التغيرات المناخية.. عامل إضافي في تفاقم المشكلة
تشير دراسات حديثة إلى أن التلوث البيئي والتغيرات المناخية يسهمان في زيادة انتشار حبوب اللقاح، بل وإطالة موسمها أيضًا، مما يزيد من احتمالية تعرض الأشخاص لها على مدار فترة أطول من العام. من هنا، تصبح متابعة تقارير الطقس وحالة انتشار حبوب اللقاح وسيلة مساعدة لتجنب التعرض في الأيام عالية الخطورة.
كلمة أخيرة..
الحساسية الموسمية ليست نهاية العالم، بل هي تحدٍ يمكن التغلب عليه باتباع بعض الإرشادات اليومية البسيطة، وبتفهّم طبيعة أجسامنا وتعاملنا معها بوعي. ومع استمرار البحث العلمي، قد تظهر في المستقبل حلول مبتكرة وأكثر فاعلية لتحسين حياة من يعانون من هذه الحالة الشائعة.
The post التعامل مع أمراض الربيع والحساسية: كيف نحمي أنفسنا من التحديات الموسمية؟ appeared first on جريدة الاخبارية.