ما السبب وراء شعورنا بالدوار عند الوقوف بشكل مفاجئ؟ تعرف على السبب

فهم ظاهرة انخفاض ضغط الدم عند الوقوف المفاجئ وتأثيرها على الجسم
ملاحظة الأعراض المرتبطة بالدوار أو الشعور بالدوخة عند الوقوف بشكل سريع تعد من الظواهر التي يختبرها الكثيرون أحيانًا، خاصةً في ظروف معينة. هذه الحالة تعرف بهبوط الضغط الانتصابي أو انخفاض ضغط الدم الوضعي، وتحدث حين ينخفض ضغط الدم بشكل حاد عند الانتقال من وضعية الجلوس أو الاستلقاء إلى الوقوف.
ما وراء السبب؟
يفسر هذا الظاهرة بواسطة استجابة الجسم للتغير المفاجئ في وضعية الجسم والجاذبية، وهو ما يوضح الآلية التالية:
- تجمع الدم في الأطراف السفلية: عند التوقف فجأة، تقوم الجاذبية بسحب كمية من الدم تتراوح بين 300 إلى 800 ملليلتر إلى أوردة الساقين، القدمين، ومنطقة البطن، مما يقلل من كمية الدم عائدة إلى القلب.
- انخفاض العائد الوريدي للقلب: تقل كمية الدم التي تصل إلى القلب، وبالتالي يقل معدل الضخ إلى باقي أعضاء الجسم، بما في ذلك الدماغ.
رد فعل الجسم التعويضي
رد فعل الجسم السريع لمواجهة انخفاض تدفق الدم يتضمن عدة آليات:
- مستقبلات الضغط (Baroreceptors): توجد في الشرايين الكبرى مثل الشريان السباتي والأبهر، وتكتشف انخفاض ضغط الدم وتعمل على تنبيه الجسم.
- الجهاز العصبي اللاإرادي: يرسل إشارات إلى الدماغ لزيادة معدل ضربات القلب وتضييق الأوعية الدموية، خاصةً في الأطراف السفلية، لدفع الدم نحو القلب والدماغ وتعويض النقص.
مشكلات الاستجابة وتعريف الحالة الطبيعية
غالبًا، تكون الاستجابة أسرع بكثير بحيث لا يشعر الشخص بأي أعراض. لكن إذا كانت الآليات لا تعمل بكفاءة، فإن تدفق الدم إلى الدماغ يتأثر مؤقتًا، فيسبب الشعور بالدوخة، الدوران، أو عدم الاتزان.
وفي الحالة الطبيعية، فإن حدوث بعض الدوار عند الوقوف بسرعة كبيرة، خاصة إذا كان الشخص جائعًا، أو يعاني من الجفاف، أو بعد فترة طويلة من الجلوس أو الاستلقاء، هو أمر مقبول ولا يدعو للقلق.
العوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة
- الجفاف: نقص السوائل يضعف حجم الدم ويزيد احتمالية الهبوط.
- الأدوية: مثل أدوية ارتفاع ضغط الدم، أو أدوية الاكتئاب، وأدوية أخرى تؤثر على ضغط الدم أو تقلل السوائل في الجسم.
- الحالات الطبية: أمراض القلب، مشاكل الغدد الصماء، اضطرابات الجهاز العصبي، وفقر الدم.
- التغيرات الهرمونية والحمل: تؤدي إلى تغييرات في حجم الدم وردود الفعل الوعائية.
- الشيخوخة: تقل مرونة الأوعية وتضعف استجابة المستقبلات الضغطية في الجسم.
- الحمى، الإسهال، أو التقيؤ: تسبب الجفاف وتؤثر على توازن السوائل في الجسم.
- الوقوف لفترات طويلة: خاصة في الطقس الحار.
كيفية التعامل مع الحالة
- الوقوف ببطء: تجنب الوقوف المفاجئ بسرعة عالية.
- تجنب الجلوس أو الاستلقاء فورًا بعد الاستيقاظ: خاصة بعد النوم أو الراحة الطويلة.
- شرب السوائل بكميات كافية: للحفاظ على حجم الدم وتفادي الجفاف.
- رفع رأس السرير قليلًا: للمساعدة في تحسين توازن الضغط عند الاستلقاء.
- ارتداء جوارب ضاغطة: لدعم الأوعية وتقليل تجمع الدم في الأطراف.
- استشارة الطبيب: خاصة إذا كانت الحالة تتكرر أو تصاحب أعراض أخرى.