عبد الغنى الحايس يكتب كفانا بكاء على الأطلال

عبد الغنى الحايس يكتب كفانا بكاء على الأطلال
كثيرا ما يشدني الحنين الي الماضى، وقت ان تسيدنا العالم، وفرضنا مكانتنا وقوتنا، فالتاريخ بدأ معنا، ولكنه توقف عند هذا الماضى البعيد، فعشت أتكبد مرارة الحاضر، كنت اطلق لخيالي العنان، ليحلم ويعيش في ماضى الاجداد.
ذهبت انهل من الكتب قدر استطاعتي، لأعيش زمانهم، فشاهدت بناء الاهرامات، وانتصار أحمس وتحتمس، ذهبنا حيث ذهبوا وفرضوا سلطانهم، أحببت نفرتيتي، وأعجبت بحتشبسوت، حذرت كليوباترا من الأفعى القاتلة، عشت حيث قرأت، وحاربت وانتصرت، بكيت وفرحت.
وكل مرة اعود الي واقعنا اشعر بالغصة والمرارة، و أتسائل لماذا عليا أن أعود، سأظل هنا مع المنتصرين، لن اتجرع مرارة الهزيمة، سأجعل لي من التاريخ صفحات، سيقولون يوما اننا كنا هنا، دولة قوية، فرضت مكانتها عندما اخذت بكل أسباب المنعة والعزة.
انتبهت فجأة اننا لابد ان نعيش في حاضرنا، ونستحضر ماضينا ليكون داعم لنا، وان نترك لأجيالنا القادمة ما يفتخروا به، كما نفتخر بأجدادنا.
العالم المتقدم يتجه الى الحداثة والتطوير المستمر، أخذ بكل أسباب التقدم والرقي، كان العلم والبحث العلمي هو طريقه، ونحن وقفنا نتباكى علي زمن كنا فيها نورا للدنيا كلها، وقت ان حل الظلام عليهم.
برعنا في الطب والفلك والهندسة والتحنيط والفلسفة والمنطق، سكنا القصور، وشيدنا المعابد، واخذنا بكل اسباب القوة والشموخ، وهاهي حضارتنا، وارث اجدادنا سيبقي شاهد على قوتنا وريادتنا.
فماذا حدث؟ وما هذا الجمود الذى اصابنا؟
نحن نمتلك الثروة البشرية، والمقومات الطبيعية، والموقع والمناخ، والإرث الحضارى والتاريخي العظيم، لنكون بين كبار دول العالم المتقدم.
هذه ليست مصر التى في خاطرى، لذا علينا ان نستحضر هويتنا وقوتنا وان يكون ماضينا طريق للعبور الي مستقبلنا وحاضرنا، لدينا من العقول، والارادة على تحقيق نهضتنا مرة اخري، فالعالم تحكمة القوي، قوة العلم والتكنولوجيا واسباب التقدم.
علينا ان نتوقف عن البكاء على الأطلال، وان نعالج كل القصور الذي جعل من جسد دولتنا وهن، وان نعترف بكل اخطائنا، وان نتجرع مرارة العلاج حتى نصل الي مبتغانا.
يجب الاهتمام بالعلم و دعم البحث العلمي ورعاية المبتكرين، فهو ركيزة التقدم الاساسية.
بناء الانسان لانة أساس كل تنمية.
يجب بناء اقتصاد قوي، وعلاج كل تعثر يواجة المستثمرين بشكل حقيقي وفعال.
الانفتاح على العالم المتقدم والأخذ بكل أسباب نهضتة.
العمل الجاد والمخلص لكل أفراد المجتمع، والتكاتف والتضافر بين كل مؤسسات الدولة المختلفة لبناء مستقبل مشرق لدولتنا.
الاستعانة بالكفاءات وذوى الخبرة، والقضاء على الفلساد والمحسوبية.
فتح المجال السياسي فلا سياسة بدون اقتصاد ولا اقتصاد بدون سياسة.
يجب خلق مناخ صحي من الحرية وممارسة الديمقراطية.
تعزيز الهوية المصرية، وترسيخ قيم المواطنة والتسامح وسيادة القانون، لتحقيق العدالة والمساوة بين جميع أبناء الشعب .
هناك أسباب كثيرة ومعلومة لنعود الى سابق عهدنا، وكتابة تاريخ جديد لشعب ناهض قوى، يسعد فية جميع أبنائه.
قد نكون بدأنا لكننا نسير ببطىء شديد، يجب ان نخرج من عنق الزجاجة الى رحابة العالم الواسع، في عصر فية التحولات كبيرة وسريعة، فهلا بدأنا .
عبد الغني الحايس
مساعد رئيس حزب العدل للاتصال السياسي