هانى الجزيرى يكتب : ترامب الحاوى إحتوى الجميع وحقق أغلب أهدافه

هانى الجزيرى
الكلام المعسول الذى نطق به ترامب فى حق كل من قابله فى رحلته الأخيرة لمنطقة الخليج هو أسلوب استخدمه ترامب لأول مره ولم يستخدمه أحد من قبله وأعتقد أنه أسلوب خاص به . يستميل به القلوب والعقول ويشعرك بالحميمية والمحبة ويجنبك الدخول فى مواجهات رسمية . وقد حول كل شىء الى جلسة أصدقاء يتشاورون مع التأكيد على أنه كبير القعدة أبو قلب حنين وعقل راجح . ويؤكد أنه قد جاء بالخير والرخاء والمحبة وهو بهذا قد أخذهم الى ملعبه والى دنيته التى كانوا حريصين كل الحرص على الانضمام لها مقدمين اى تنازلات وكل التنازلات المتاحة وغير المتاحة لتأكيد تلك المودة وذلك الحب والمستقبل الجديد البعيد عن البغض والكراهية والتشنجات الغير مبررة . بصراحة هذا الأسلوب الجديد الذى ينتهجه ترامب يريح كل الأطراف . ويحفظ كرامة الجميع ولم يخجل ترامب من مصافحة الشرع والاتفاق معه رغم كل ماضيه الأسود المخجل من اجل خلق طرح جديد لمستقبل المنطقة وها نحن نرى أن المنطقة العربية الآسيوية بدأت عهداً جديداً فى مظلة حماية أمريكية من إيران التى كانت تمثل تهديداً مستمراً لكل جيرانها سواء سافراً أو مستتراً . وهى تعلم جيدأ أن كل جيوبها فى المنطقة قد أغلقت وكل منابعها قد جفت ومابقى فى جزء من اليمن الحوثيون أو سوريا ولبنان حزب الله . سوف ينتهى فى الفترة القادمة . وحتى إيران تكلم عنها ترامب وكأنها صديقة ولابد لها من مستقبل جيد إذا تخلت عن فكرة السلاح النووى . والتوسع الشيعى فى المنطقة . ولعلنا نؤكد أن تركيا قد أحرزت كسباً جديدا فى سوريا على حساب إيران بإعتراف العالم بشرعية الشرع .
هذا الأسلوب الجديد الذى يؤدى به ترامب دوره فى إجتذاب القادة نابع من كونه رجل أعمال يعتبر العلاقات الدبلوماسية شراكات إقتصادية يستخدم فيها أسلوب المدح الشخصى لإتمام صفقاته وإكتساب ثقة ومحبة عملاءه
فهة لم يترك فرصة للمدح إلا واستخدمها . مثل بلادكم الرائعة وكيف حولتم الصحراء الى جنة خضراء والثنى على الثراء الواضح الفاحش فى البناء والرخام والاستعدادات الهائلة لاستقباله والتى أرضت غروره وأسعدت كبرياؤه . ثم المدح بصفات شخصية مثل الأسلوب والتفوق العلمى والتحولات التى حدثت فى البلاد والتطور الثقافى والمجتمعى بسبب وجود هؤلاء القادة على سدة الحكم . وبالغ فى المدح حتى أنه أشار الى طول قامة سلمان وتميم وربما الشرع . وهذه مبالغة غريبه . عامة أسلوب ترامب فى كل أحاديثه فى هذه الرحلة لم يكن رسميا . بل كان يميل الى الفكاهة والطرفة . ولكنه حقق كل أغراضه وحول رحلته الرسمية الى حفل عرس كان هو المدعو الرئيسى فيه فمدح كل من حوله وأثنى على مارآه وحقق كل بغيته . ولم الغله ورجع على بلده