سياسة

قومي حقوق الإنسان يكرم أبطال “ولاد الشمس”: دراما جريئة تدافع عن المُهمّشين

كتب- محمد نصار:
تصوير- أحمد مسعد:

كرم المجلس القومي لحقوق الإنسان، أبطال مسلسل ولاد الشمس، ضمن قائمة الأعمال الدرامية المتميزة في موسم رمضان 2025.

وجاء في حيثيات التكريم أن المسلسل يمثل تجربة درامية ناضجة وجريئة، تناولت بعمق واحدة من أكثر القضايا إلحاحًا في الواقع الاجتماعي، وهي معاناة الفئات المهمشة داخل مؤسسات الرعاية.

وقد رأت اللجنة في هذا العمل انحيازًا صادقًا للضحايا، من خلال حكايات إنسانية مؤثرة وشهادات حية، مزجت بين الدراما والواقع، وقدّمت نماذج حقيقية من داخل التجربة نفسها، في تصوير بليغ لانتهاكات صادمة وظروف قاسية، دون تهويل أو افتعال، بل بلغة فنية راقية تُثير التأمل وتُحفّز الوعي.

كما أثنت اللجنة على نجاح المسلسل في تقديم مواهب شابة واعدة برزت بأداء لافت، إلى جانب تألق أداء نجم كبير مثّل ركيزة توازن درامي مهم، مما أضفى على العمل تكاملًا استثنائيًا.

وتمت الإشادة بالسيناريو المحكم، الذي تميز بـرسم دقيق للشخصيات، وتوازن مدروس بين خطوط الحكي، فضلًا عن تصاعد درامي محسوب منذ الحلقة الأولى، وقدرة ملحوظة على تحويل موضوع قد يسقط في الميلودراما السهلة، إلى تراجيديا إنسانية عميقة، تجنّبت المبالغات، وعالجت الشخصيات من الداخل، من خلال ذاكرتها ونفسيتها، بنفس قوة المعالجة للصراع الخارجي.

ومن الناحية التقنية والفنية، تميّز العمل بفهم بصري متقدم للدراما، ظهر في اختيارات الممثلين، وتوظيف الإضاءة، وتكوين الكادر، وتصميم المكان، وخصوصًا مشاهد “دار الشمس”، التي لم تكن مجرد موقع تصوير، بل تم تجسيدها كمكان رمزي أقرب إلى السجن، حيث تتجسد العزلة والمعاناة عبر الظلال والإضاءة الخافتة والوجوه المنطفئة، في دلالة قوية على مأساوية الواقع المغلق.

وركز المسلسل كذلك على تفكيك بنية السلطة الأبوية الاستبدادية، مستعرضًا كيف تُساء أحيانًا إدارة السلطة الممنوحة في مؤسسات الرعاية، ليعيد طرح أسئلة كبرى عن العدالة والكرامة والمساءلة. لكنه، في الوقت ذاته، حمل شعلة أمل في قدرة الجيل الجديد على التغيير واستعادة المصير.

كما أشادت اللجنة بالفيلم التسجيلي المصاحب الذي عُرض بعد الحلقة الأخيرة، لما شكّله من قيمة مضافة توثيقية وإنسانية، خصوصًا عبر الشهادات الجريئة التي دعمت المنهج الدرامي ذاته، واستكملت رسالته بدون تزييف أو تلطيف.

واختتمت اللجنة حيثياتها بالتأكيد على أن “ولاد الشمس” ليس مجرد مسلسل ناجح، بل عمل شجاع يواجه الواقع، وينحاز للضحايا، ويدين الفساد والانتهاك، ويؤمن بقدرة الإنسان على التغيير… هو ببساطة دراما تصنع فارقًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى