حكاية أشرقت عادل، لاعبة فريق ولاد، التي سجلت أول هدف في تاريخ الأهلي بالمنافسات البطولية

من على شرفة منزل في إحدى أحياء القاهرة، تتأمل طفلة تبلغ من العمر 6 سنوات أقرانها الذين يلعبون كرة القدم في الشارع، وتأمل أن تنضم إليهم ذات يوم لتشاطرهم حماسهم وهم يركضون خلف الكرة.
ذات مرة، تمكنت الطفلة من إقناع والدها بالسماح لها بالمشاركة مع الأطفال في اللعب، وتحولت فضولها إلى موهبة بدأت تتطور وسط الشارع. مع مرور الوقت، لفتت انتباه المدربين في المنطقة، الذين نصحوها بالتوجه إلى نادي بدلاً من اللعب في الشارع.
وبعد مرور 10 سنوات على ملعب ستاد الترسانة بـ”ميت عقبة”، ارتدت هذه الطفلة حذاء رياضياً وارتدت زياً أحمر يمثل أحد الأندية الشعبية بمصر، حيث أصبحت اللاعبات يعتمدن عليها، وخصوصاً أثناء دخولها كبديلة في الوقت الإضافي من المباراة.
لم تخيب الفتاة آمال الجميع، وعندما كانت تستلم كرة من منتصف الملعب، استغلت فرصة واحدة وانفردت بحارسة المرمى وسجلت هدفاً ثميناً، ما أدى إلى إحراز فريقها لأول بطولة في تاريخه.
أشرقت عادل، التي تبلغ من العمر 16 عاماً، حققت حلمها بالانضمام إلى فريق الأهلي، النادي الذي كانت تشجعه منذ صغرها، وكتبت اسمها في سجلات النادي عندما أحرزت هدف التتويج بكأس مصر للسيدات، وهو أول لقب في تاريخ النادي الحديث في كرة القدم النسائية.
قالت أشرقت لمصدر إعلامي: “في البداية لم يوافق والدي على لعب كرة القدم، لكنه اقتنع لاحقاً، وبدأت مسيرتي مع مركز شباب المعادي عندما كان عمري 6 سنوات، ثم انتقلت إلى مركز شباب السكة الحديد، الذي لعبت معه لمدة خمس سنوات”.
ومن الطرائف، أن الفتاة التي كانت تمارس كرة القدم في الشارع، استمرت في اللعب مع فريق “ولاد” بمركز شباب المعادي لمدة خمس سنوات، حتى أصبحت قائدة للفريق، وهو أمر غريب على مجتمع شرقي يعتبر ممارسة الفتاة لكرة القدم أمراً غير معتاد.
وفي إحدى المباريات، سجلت أشرقت هدف الفوز لفريقها، فاستغرب مدرب الفريق المنافس قائلاً: “بنت تعمل فيكم كده”، لكنها، بعد ذلك، قررت عدم الالتفات إلى التعليقات السلبية التي كانت تسمعها أثناء ارتداء الزي الرياضي في الشارع.
ووفقاً لما ذكرته أشرقت، استمرت مع فريق السكة الحديد لمدة خمس سنوات، وارتقت معه من القسم الثالث إلى الثاني، وخلال تلك الفترة تلقت عدة عروض، لكنها كانت تطمح في الصعود مع الفريق إلى الدوري الممتاز، حتى تلقت عرض الانتقال إلى النادي الأهلي في أكتوبر الماضي.
قالت أشرقت: “تلقيت مكالمة من الكابتن شادي محمد، وكنت على وشك التوقيع مع فريق آخر، لكنني غادرت الاجتماع وأخبرتهم برغبتي في الانضمام إلى الأهلي، ثم تمت المفاوضات وتواصل الكابتن مع إدارة النادي، وتمت الصفقة. أنا أشجع الأهلي منذ طفولتي، وسعادتي لا توصف عندما سجلت الهدف في نهائي الكأس لأنه كان الأول للفريق”.