صحة

الرجفان الأذيني: اضطراب قلبي يهدد السكتة الدماغية

مراجعة شاملة عن الرجفان الأذيني وإدارة حالاته

يُعتبر الرجفان الأذيني من أكثر اضطرابات نظم القلب انتشارًا، حيث يفقد القلب القدرة على النبض بكفاءة، مما يعيق ضخ الدم بشكل كافٍ إلى الجسم مع كل نبضة. وهذه الحالة ليست مجرد اضطراب مؤقت، بل من الحالات الصحية التي تتطلب علاجًا دقيقًا لتجنب مضاعفات خطيرة، خاصة السكتة الدماغية.

مخاطر الرجفان الأذيني وتأثيره على الصحة

تتزايد خطورة الرجفان الأذيني بسبب ارتباطه بزيادة احتمالية الإصابة بالسكتة الدماغية، حيث يُسهم في تكوين جلطات دموية غالبًا في الغرف العلوية للقلب، خصوصًا في الزائدة الأذينية اليسرى، والتي تعتبر مصدرًا رئيسيًا للجلطات. تشير الدراسات إلى أن نحو 90% من حالات السكتة الناتجة عن الرجفان يكون سببها جلطات فيها.

أما عوامل الخطر التي تزيد من احتمالية الإصابة فتشمل:

  • التقدم في العمر
  • الجنس (الذكور أكثر عرضة)
  • ارتفاع ضغط الدم
  • السجل السابق للسكتات الدماغية
  • الأمراض المزمنة مثل قصور القلب، وأمراض الشريان التاجي، والسكري

طرق علاج الرجفان الأذيني

العلاج الدوائي

  • مميعات الدم للوقاية من الجلطات
  • أدوية تنظيم سرعة ضربات القلب مثل حاصرات بيتا وقنوات الكالسيوم
  • أدوية استعادة النظم الطبيعي للقلب (مضادات اضطراب النظم)

تقويم نظم القلب

يُجرى عادةً في المستشفى تحت التخدير، حيث يتم إعادة ضبط إيقاع القلب باستخدام صدمة كهربائية، ومع ذلك قد يعود الرجفان مرة أخرى، مما يتطلب الاستمرارية في تناول الأدوية مدى الحياة.

الإجراءات التدخلية

  • إغلاق الزائدة الأذينية اليسرى: إجراء قليل التوغل يُستخدم لإغلاق المصدر الرئيسي للجلطات باستخدام قسطرة وجهاز خاص، وهو يقلل من خطر السكتة الدماغية دون الحاجة لمميعات الدم طويلة المدى.
  • الاستئصال بالقسطرة: تدمير الأنسجة المسببة للاضطراب عبر القسطرة باستخدام الحرارة أو البرودة لاستعادة النظم الطبيعي.
  • الاستئصال بالحقل النبضي: تقنية حديثة تستخدم نبضات كهربائية دقيقة تستهدف الأنسجة غير الطبيعية دون إحداث ضرر في الأنسجة المحيطة، مما يقلل من وقت التعافي ويزيد من الحماية.
  • الاستئصال الهجين: خيار مفضل للحالات المستعصية أو المزمنة، حيث يجمع بين الجراحة طفيفة التوغل وتقنيات القسطرة لاستئصال الأنسجة من الخارج وداخل القلب، لتحقيق نتائج فعالة في استعادة نظم القلب الطبيعي.

خاتمة

مع توافر العديد من الخيارات العلاجية، يمكن لمرضى الرجفان الأذيني إدارة حالاتهم بفعالية، خاصة مع التطورات الحديثة والتي توفر حلولًا أكثر أمانًا ودقة مثل تقنية الحقل النبضي والاستئصال الهجين. يُنصح دائمًا بمراجعة فريق متخصص في أمراض القلب لاختيار العلاج الأنسب وفقا لحالة المريض.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى