مقدمة عن اضطرابات نظم القلب والرجفان الأذيني
الرجفان الأذيني وأهميته الصحية
يُعد الرجفان الأذيني أحد أكثر اضطرابات نظم القلب انتشارًا، حيث يفقد القلب قدرته على النبض بكفاءة، مما يعيق ضخ الدم بشكل كافٍ إلى الجسم مع كل نبضة. هذه الحالة ليست مجرد اضطراب مؤقت، بل تعتبر تهديدًا صحيًا يتطلب تدخلاً طبيًا دقيقًا لتجنب مضاعفات خطيرة، وأبرزها السكتة الدماغية.
خطورة الرجفان الأذيني والمخاطر المرتبطة به
- زيادة مخاطر الإصابة بالسكتة الدماغية، حيث ترتبط واحدة من كل سبع سكتات بهذا الاضطراب.
- تكوّن جلطات دموية في الغرف العلوية للقلب، خصوصًا في الزائدة الأذينية اليسرى، وهي امتداد يشبه الكيس داخل الأذين الأيسر.
- حوالي 90% من حالات السكتة الناتجة عن الرجفان الأذيني تنشأ من جلطات في تلك المنطقة.
عوامل الخطر التي تؤدي إلى الإصابة بالرجفان الأذيني
- التقدم في العمر
- الجنس
- ارتفاع ضغط الدم
- التاريخ السابق للسكتات الدماغية
- الأمراض المزمنة مثل قصور القلب، وأمراض الشريان التاجي، والسكري
هذه العوامل تتطلب فهم الحالة بشكل شامل واتخاذ إجراءات وقائية وعلاجية مبكرة.
خيارات علاج الرجفان الأذيني
1. العلاج الدوائي
- مميعات الدم للوقاية من الجلطات
- أدوية تنظيم سرعة ضربات القلب (مثل حاصرات بيتا وحاصرات قنوات الكالسيوم)
- أدوية استعادة النظم الطبيعية للقلب (مضادات اضطراب النظم)
2. تقويم نظم القلب (Cardioversion)
يُجرى عادة في المستشفى تحت التخدير، حيث يتم إعادة ضبط إيقاع القلب باستخدام صدمة كهربائية. مع ذلك، قد يعود الرجفان مرة أخرى، مما يستدعي الاستمرار في تناول الأدوية مدى الحياة.
3. الإجراءات التدخلية
- إغلاق الزائدة الأذينية اليسرى (Left Atrial Appendage Occlusion): إجراء طفيف التوغل يُغلق مصدر معظم الجلطات باستخدام قسطرة وجهاز خاص، مما يقلل خطر السكتة الدماغية دون الحاجة لمميعات الدم المستمرة.
- الاستئصال بالقسطرة (Ablation): تدمير الأنسجة المسببة للاضطراب عبر القسطرة باستخدام الحرارة أو البرودة لاستعادة نظم القلب الطبيعي.
- الاستئصال بالحقل النبضي (Pulsed Field Ablation – PFA): تقنية حديثة تعتمد على نبضات كهربائية دقيقة تستهدف الأنسجة غير الطبيعية دون ضرر الأنسجة المحيطة، مما يقلل من زمن العملية ومدة التعافي.
- الاستئصال الهجين (Hybrid Ablation): خيار مثالي للحالات المزمنة أو المستعصية، يجمع بين جراحة طفيفة التوغل وتقنيات القسطرة لعلاج الأنسجة المسببة للاضطراب من الخارج والداخل، مع نتائج ممتازة في استعادة النظم الطبيعية.
الختام
مع توافر العديد من الخيارات العلاجية، يستطيع مرضى الرجفان الأذيني إدارة حالتهم بكفاءة، خاصة مع التطورات الحديثة في تقنيات استئصال الأنسجة. ننصح دائمًا بمناقشة الخيارات مع فريق متخصص في أمراض القلب لاختيار العلاج الأنسب لكل حالة، لضمان أفضل النتائج والحد من المخاطر المصاحبة لهذا الاضطراب.
