سياسة

الأوطانُ ليستْ كُتلاً من التراب.. خطبة الجمعة القادمة

خطبة الجمعة القادمة: أهمية الوطن ومكانته في الدين والوجدان

تُعدُّ حماية الوطن والاعتزاز به من أبرز القيم التي يجب أن يتحلى بها كل مسلم، إذ إن حب الوطن ليس مجرد شعور عابر، بل هو دعامة من دعائم التدين الصحيح، وشعور يُعَبِّر عن عظمة الانتماء والولاء للوطن والأرض التي نعيش عليها.

موضوع الخطبة وأهميتها

حددّت وزارة الأوقاف موضوع خطابتها القادم بعنوان: “الأوطان ليست حَفْنَةً من تربة”. ويهدف هذا الموضوع إلى بيان مكانة الوطن في قلوب أبنائه، والتأكيد على أهمية العقل والوطن، والتحذير من الفكر المتطرف الذي يُفسد العقل ويُهدد استقرار الأوطان. كما تؤكد على أن حب الوطن من علامات التدين الحقيقي، وأن الحفاظ على ممتلكاته وهويته، واقتصاده من أعظم صور البر والصلة.

مضمون الخطبة وأبرز محاورها

  • ذكر مكانة الوطن وأهميته: فهو قصة تُروى على ألسنة الأجيال، وهو روح تسكن في كل زاوية وشارع، يحمل حضارة عريقة وتاريخًا عظيمًا.
  • التحذير من التقصير في حب الوطن: فمن يختزل حب الوطن في مجرد حُفْنَة من ترابه، فهو ارتكب جناية على مكانته، قال بعض السلف: “مَا قَاسَيْتُ فِيمَا تَرَكْتُ شَيْئًا أَشَدَّ عَلَيَّ مِنْ مُفَارَقَةِ الْأَوْطَانِ”.
  • الرسائل الإلهية والنصوص الدينية: وردت آيات كثيرة في القرآن والسنة تؤكد على قيمة الوطن، وتُبين أن تركه أو التعدي على ممتلكاته يُعد تعديًا على عُرى الارتباط بالإسلام والولاء لله ولرسوله.
  • حبُّ ومعزة الكائنات لأوطانها: فالناس تتفاعل مع وطنها، وتبكي على فراقه، وتفرح بعودته، وتحنُّ إليه، وهو كائن يتنفس ويدب في كيانه شعورًا ووجدانًا.

أهمية الحفاظ على الوطن ومقوماته

يُعدُّ الحفاظ على الممتلكات العامة، مثل وسائل النقل والمرافق الحيوية، من أعظم مظاهر حب الوطن، فهي مسؤولية كل فرد، ويجب أن يكون الاحترام للأماكن والمرافق جزءًا من سلوكنا في الخدمة الوطنية.

كما يُعدُّ الحفاظ على الهوية الثقافية واللغوية من صُوَر حب الوطن، فلتكن اللغة العربية المُعبرة عن هويتنا، ولتسعى الأجيال إلى تعلمها وإتقانها، فهي مرآة حضارتنا وتاريخنا.

دور الأعمال والمساهمة الوطنية

  • الموظف الصادق والعامل المتقن: يُساهم في بناء اقتصاد قوي من خلال أداء واجباته بإخلاص وإتقان.
  • التاجر الصدوق: الذي يتحرى الأمانة في تعاملاته، يعزز من استقرار ورفعة الوطن.
  • العمل الجماعي والاستثمار: هو سبيل للنهضة والتنمية، ويجب أن يتحلى كل فرد بالجد والاجتهاد للمساهمة في بناء الوطن.

دعوة للتقوى والعمل الصالح

وفي الختام، نؤكد أن حب الوطن الحقيقي يدفع إلى العمل الصالح، والحرص على المصلحة العامة، والابتعاد عن كل ما يهدد استقرار الوطن. فلنُرَكِّز جهدنا على أن نكون جنودًا في سبيل البناء والعلم، وسندًا للوطن في أوقات الرخاء والتحدي.

نسأل الله أن يحفظ مصرنا وأوطاننا، وأن يجعل تطويرها وتحقيق استقرارها في ميزان حسناتنا، ويعيننا على خدمة ديننا ووطننا بكل صدق وإخلاص.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى