تاريخ العلاقات بين العرب والإسبان وتأثيره على المشاعر الجماهيرية
قد يتولد لديك شعور بالألفة تجاه شخص تقابله لأول مرة، وكأنك سبق ورأيته من قبل. هذا الأمر قد يكون طبيعياً في بعض الحالات، لكن ما حدث مع جماهير النادي الأهلي عند الإعلان عن تولي الإسباني خوسيه ريبيرو تدريب الفريق حمل طابعاً مختلفاً، حيث ساد شعور جماعي غير مبرر بالألفة تجاهه، سرعان ما تحوّل إلى موجة من المنشورات الساخرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب التشابه بينه وبين الممثل المصري سعيد الجارحي.
خلفية تاريخية أعمق وراء هذا الشعور
تكمن وراء هذا الانطباع مشاعر أعمق تعود أصولها إلى التاريخ الأندلسي، وتحديدًا إلى القرن التاسع الميلادي. فمن قرطبة إلى مدينة «مجريط» (التي تعرف حالياً باسم مدريد)، كانت هناك علاقة خاصة بين العرب والإسبان، حيث أسس العرب مدينة «مجريط» كمركز عسكري خالص، وكانت العاصمة الأوروبية الوحيدة التي بناها العرب قبل الفتح الإسلامي، ولم يقطنها غيرهم، وفقاً لما ورد في كتاب «مدريد الإسلامية» للمؤرخ الإسباني دانييل خيل بني أميّة.
رمزية المدينة وأساطيرها
- كان شعار الأمير محمد الأول عند تأسيس المدينة: “نارٍ أسواري وعلى الماء بُنيت”.
- هذه المدينة أصبحت رمزاً للتواصل الحضاري والتاريخ المشترك بين العرب والإسبان.
أثر التاريخ على الثقافة والوجدان
يرجح البعض أن مشاعر الألفة التي تربط العرب بالإسبان، ومنها الانطباع الإيجابي تجاه شخصية تدريب الأهلي الجديدة، تعود إلى هذا التاريخ المشترك، الذي خلف أثرًا عميقًا في ملامح الناس، وثقافتهم، وربما حتى في وجدانهم. فهناك جهود من قبل باحثين لتعريف الإسبانيين بتاريخ مدينتهم الإسلامية، ونشر الوعي حول أصولها العربيّة الإسلامية.
الوعي الثقافي في إسبانيا وتأثيره المستمر
- بحث رافاييل مارتينيز، الذي كرس جهوده لتعريف الناس بتاريخ مدريد العربي، وتنظيم جولات سياحية لشرح أصول المدينة.
- أما الباحث فيليبّي جونزاليس فذكر أن الثقافة الإسبانية لا تزال تحمل ملامح أندلسية واضحة، معتبرًا أن العلم الوطني الإسباني يعكس في أصوله تراثًا إسلاميًا.
الخلاصة
وبناءً على ذلك، فإن المشاعر الجماهيرية تجاه مدرب الأهلي قد لا تكون وليدة الصدفة، بل هي انعكاسات لتاريخ وتواصل حضاري عريق، لا زالت آثاره حاضرة حتى اليوم، في شكل «ألفة غريبة» تجاه شخصية جديدة تظهر على الساحة.
