أسباب السكتة الدماغية غير المعروفة عند النساء.. دراسات تكشف الغموض

تشكل السكتات الدماغية مجهولة السبب نسبة كبيرة من جميع السكتات الدماغية لدى البالغين الأصغر سناً، وخاصة لدى النساء، مما يُشير إلى احتمال وجود عوامل خاصة بالجنس تساهم في هذا الخطر، مثل استخدام موانع الحمل الهرمونية.
وتؤكد نتائج أُعرضت مؤخراً في مؤتمر منظمة أوروبية للسكتة الدماغية أن موانع الحمل الهرمونية الفموية المركبة (التي تحتوي على الإستروجين والبروجيستوجين) قد تزيد بشكل كبير من احتمالية إصابة النساء بسكتة دماغية مجهولة السبب.
وأظهرت أبحاث قادتها دكتورة لورا إلين بيجوت من جامعة لندن أن النساء اللواتي استخدمن موانع الحمل الفموية المركبة كنّ أكثر عرضة للإصابة بسكتة دماغية مجهولة السبب بثلاثة أضعاف، مقارنة مع غير المستخدمات.
كما أُجريت دراسة أخرى تتبع فيها أكثر من مليوني امرأة، ووجدت أن وسائل منع الحمل الهرمونية المركبة، مثل حبوب منع الحمل، واللولب الرحمي، واللصقات، والحلقات المهبلية، التي تحتوي على هرموني الإستروجين والبروجستين، ترتبط بزيادة مخاطر الإصابة بالسكتة الدماغية والنوبات القلبية.
وحُدد أن الحلقة المهبلية تزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بمقدار 2.4 مرة، والنوبة القلبية بمقدار 3.8 مرة، في حين أن لصقة منع الحمل تزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بنحو 3.5 مرة.
وتُشير الدراسات أيضاً إلى أن وسيلة منع الحمل التي تحتوي على البروجستين فقط (مثل اللولب الرحمي) لا ترتبط بزيادة في مخاطر النوبات القلبية أو السكتة الدماغية.
وتُعتقد أن الإستروجين هو المحرك الرئيسي لهذا الخطر، حيث يلعب الدور الطبيعي له في تعزيز تخثر الدم، وهو أمر مهم في التئام الجروح ومنع النزيف المفرط. إلا أن الإستروجين الاصطناعي في موانع الحمل يكون أكثر قوة ويُعطى بجرعات أعلى، مما يحفز الكبد على إنتاج بروتينات تخثر إضافية، ويقلل من مضادات التخثر الطبيعية، ويتسبب في تكوين الجلطات، الأمر الذي قد يزيد من خطر الجلطات غير الطبيعية.
ورغم أن هذه الأرقام قد تبدو مقلقة في البداية، إلا أن الخطر المطلق يبقى منخفضًا. فمثلاً، يُقدّر أن سكتة دماغية إضافية قد تحدث لكل 4700 امرأة تستخدم موانع الحمل المركبة سنوياً، وهو رقم نادر، ومع ذلك، مع استخدام ملايين النساء لها، يمكن أن يُترجم ذلك إلى عدد كبير من الحالات.